Aspirine

Become a Patron!


إن شجرة الصفصاف هي تقريبا سلف الأسبيرين، ولكنها تتشارك هذا بشكل من الأشكال مع شجرة الكينين الجنوب أميريكية 
منذ القر ن السابع عشر للميلاد، والبحارة يخبرون في اوروبا عن شجرة   ذات المفعول الشفائي الأسطوري تنبت في أميركا الجنوبية؛ وقد نقل اليسوعيين لحاء هذه الشجرة إلى اوروبا وأسموه "لحاء البيرو". وقد تم استخدام هذا المسحوق مع او بدل مسحوق شجرة الصفصاف دون التمكن من استخراج المواد الفعالة 
وفي عام 1829، رفع الغموض  عن المادة الفعالة حين قام الصيدلاني الفرنسي بيار جوزاف لورو باكتشاف بلورات قابلة للذوبان عند غلي مسحوق لحاء الصفصاف في الماء، وقد تمت تسميتها "ساليسيلين" تيمنا باسم الشجرة اللاتيني "ساليكس ألبا"، ولكن المكتشف لم يتمكن أبدًا من تنقية اكتشافه، وذلك لأسباب مادية 
 قام الألمان بتنقية الساليسيلين وأسموه "الحمض الساليسيليني" 
وخلال السنوات الخمسون التالية، تم اقتراح الكثير من المواد القريبة من هذه المادة كمحاولة لدخول سوق المنافسة، منها على سبيل المثال "الحمض الاسبيري" المستخرج من نبتة "ملكة المروج" والذي امتاز بفعاليته الكبيرة، ولكن أيضًا بآثاره الجانبية المزعجة 
 وفي العام 1853، اكتشف كيميائي من ستراسبورغ يدعى تشارلز فريدريك جيرهارد كيفية التحويل من ساليسيلات الصوديوم الى الحمض الأسيتي، أي كيفية صناعة الأسبيرين. لكن أسلوبه كان معقدًا، والنتيجة كانت منتجًا غير خام.  وقد توفي هذا العالم ثلاث سنوات بعد ذلك
أما في ألمانيا، وظفت مؤسسة باير الكيميائي فيليكس هوفمان في العام 1894، وقد اكتشف هذا الأخير كيفية الحصول على الحمض الأسبيري الخام في العام 1897
 نقل هوفمان نتائج اكتشافه إلى رئيسه هاينريش دريسر الذي شكك في اهمية اكتشافه. فما كان من هوفمان إلا أن أصر وأخذ يختبر الدواء من خلال اقتراحه على أصدقاءه الأطباء، ومن خلال اعطاءه لوالده الذي يعاني من الروماتيزم، وكانت النتائج مسرة 
فهمت شركت باير أن لها مصلحة في هذا الاكتشاف، وقدمت براءة اختراع الأسبيرين في العام 1899، وقد أخذت حق صناعتها في فرنسا شركة رون في العام 1908
أدت معاهدة فرساي ما بعد الحرب العالمية الاولى  إلى عرقلة صناعة الأسبيرين في بلدان عديدة بقيت أبوة الأسبيرين موضوع جدل كبير، ففي العام 1949، ادعى آرثر ايشنغورن، وهو الأعلى مباشرة لهوفمان في السلسلة الهرمية لباير، أن فضل اكتشاف الأسبيرين يعود له، وقد أكدت ابحاث أجريت في العام 1999 صحة زعمه، ولكن شركة باير كذبت هذه النتيجة في بيان صحفي 

المؤكد، على أي حل، هو أن اكتشاف آلية عمل الأسبيرين كمثبط  تم في العام 1971 بفضل الكيميائيين الإنكليزيين جون فان وبريسيلا بيبر، وقد حصل بيبر على جائزة نوبل لأعماله في هذا المجال سنة 1982
أما دور الاسبيرين في منع تكتل الصفائح الدموية فقد تم اكتشافه في العام 1967


Comments