das Bier

Become a Patron!
من المشروبات الأكثر شعبية في ألمانيا، تعتبر البيرة اليوم أحد رموز برلين


في التاريخ القديم


ترجع أول اثارات وجود مشروب كحولي مصنوع من الشعير إلى بلاد ما بين النهرين، حيث توثق بعض اللوحات الفخارية مشروبا كهذا وتدعوه سيكارو.
أمّا في مصر القديمة، فالأسطورة تزعم أن أصل البيرة يعود إلى كون الاله اوزيريس نسي بعض الشعير الموضوع في ماء نهر النيل المقدس تحت اشعة الشمس، وأوجد ما يعرف باسم "نبيذ الشعير". كان مشروبًا تقدمه الكاهنات في مصر القديمة، وقد تطور استخدامه من مشروب علاجي، الى طعام، الى مال في وقت لاحق.
كان للشعوب الغالية دور أيضًا في تطوير البيرة إلى ما نعرفه اليوم، فصنعوا مشروبا أسموها سرفيثا (وهي الكلمة التي أخذوها الاسبان اليوم تقريبا لقول بيرة)، واابتكروا فكرة وضعه ببراميل لتسهيل  تخميره وحفظه، والجدير بالذكر ان وصفتهم للسرفيثا تشبه الى حد كبير صناعة البيرة اليوم، غير أن مشروبهم كان محلى بالعسل وانواع البهار.
 عرف اليونانيون القدماء والرومان البيرة كذلك، لكنهم لم يهتموا بها الا كمشروب له فوائده العلاجية

في العصور الوسطى

تم ادخال نبتة الهوزلان إلى وصفات البيرة في القرن الثاني عشر، وأصبحت صناعة هذا المشروب أصعب... أظهر الرهبان حينها إبداعًا في الموضوع، خاصة في شمال اوروبا في البلدان الجرمانية. زادت شهرة هذا المشروب عند الشعوب الجرمانية، وهم من أسموه "بير" او بيرة بالعربية. وقد امر الملك شارلمان –الذي كان مهتما بنكهة وجودة المشروب- ألّا يتم صنعه الا من قبل الرهبان، فاستمر هذا التقليد من القرن التاسع حتى القرن الرابع عشر




في عصر النهضة



أما قوانين ونظم صناعة البيرة الألمانية، فتعود لسنة 1487، أي إبّان عصر النهضة، حيث أمرت السلطات في ميونخ ألا يتم صناعة البيرة إلا باستخدام الشعير والهوزلان والماء. طوّر الدوق البافاري غيوم الرابع هذا القانون بما سيعرف باسم
Bayerische Reinheitsgebot


الثورة الصناعية

لطالما اعتبرت البيرة -بسبب خصائصها الكيميائية- مشروبًا مقدّسًا يتطلب مهارات خاصة ليصنع ومن الصعب احتسائه بعيدًا عن مكان
صنعه. الى أن طور الفرنسي لويس باستور مادة الخميرة الكيميائية في منتصف القرن التاسع عشر، الأمر الذي شكل ثورة وفرحة لعشاق البيرة، فصناعة هذا المشروب لم تعد تتطلب ظروف مناخية خاصة للتخمير، كما أن تطوير التبريد وصناعة الزجاج وآلات الضغط ساعد في تحسين الانتاج بشكل كبير
 


اليوم


تم تعميم القانون البافاري على كل ألمانيا في سنة 1906،  وطورته فدرالية البيرة الألمانية ليسجل ضمن التراث العالمي لليونسكو

في يومنا هذا، باتت البيرة مشروبا المانيًا، ورغم أنه اليوم يصنع بشكل ميكانيكي حتى في ألمانيا، ما زال يعتبر تناوله تقليدًا خاصًّا ومحببًا جدًّا، فيختلف نوعه ولونه وكثافته حسب المنطقة والمناسبة. كالبيرة البيضاء في بافاريا، او السوداء في ثورينجة

Comments