Kant


ولد كانط في 1724 في كونيغسبرغ، ألمانيا. هو الطفل الرابع من أصل 11، كان والده يعمل في صناعة أسرجة الخيل

بدأ دراسته في الكوليجيوم فريديكانوم، ث في جامعة كونغسبرغ التي دخلها بعمر ال 16 راغبًا في دراسة اللاهوت،ولكنه يتعرف ايضًا الى مبادئ الرياضيات، والفلسفة، ما حثه لدراسة فكر لايبنتز

كما تعرف إلى افكار نيوتن، وابدى اهتمامًا بالفيزياء وبعلم الفلك 
اضطر للتوقف عن الدراسة في سن السادسة والعشرين بعد وفاة والده لكي يكسب لقمة عيشه، فقام باعطاء الدروس للعائلات الميسورة، وقد قام بكتابة اطروحته الاولى خلال هذه الفترة التي استمرت لتسع سنوات
تحول تركيزه بعدا نحو العلوم الطبيعية والرياضيات

أصبح في العام 1755 مدرّسًا في جامعة كونيغسبرغ وكان يتقاضى أجر التعليم من طلابه لا من الدولة، فكان بذلك معلم خاص يدرس في مؤسسة عامة.  والسبب وراء ذلك يكمن في أنه لم يفز بالمنصب بعد مباراة عامة، بل تم تعيينه عقب صدور اطروحته الثانية
يعتبر كانط  أول فيلسوف كبير قام بمهمة التدريس الجامعي. 
يذكر عنه أنه عاش بناءا على جدول زمني ثابت:  يبدأ العمل في الساعة الخامسة صباحا، ويأكل في الساعة 12:45  يتمشى في نفس الطريق، في موعد محدد، لدرجة أن سكان المدينة اعتادوا ضبط ساعاتهم عند رؤيته. وأخيرًا، كان يخلد للنوم كل يوم في الساعة العاشرة
رغم كونه لم يغادر منطقته مطلقًا، فقد كان منفتحًا على العالم، إذ تابع الأخبار السياسية، لا سيما المتعلقة بأحداث الثورة الفرنسية، واستضاف العديد من الأصدقاء والغرباء في منزله. 
أما روتينه اليومي، فلم يحد عنه سوى مرتين، الأولى ليحصل على كتاب العقد الاجتماعي لروسو، والثانية عندما علم بالنجاحات الاولى للثورة الفرنسية

تعرف الى فكر روسو للمرة الاولى في عام 1762، ولشدة اعجابه بهذا الفكر، لم يضع كانط سوى تمثال نصفي لروسو كزينة على مكتبه. وبفضل تأثره بهذا الأخير وبهيوم، انتقل كانط من المسائل الجسدية الى الفلسفة الأخلاقية

رفض في عام 1764 منصب مدرس لفن الشعر. 
وفي العام 1766، حصل على مهمة إضافية، كمساعد لامين مكتبة البلاط الملكي، حيث عمل لست سنوات
أما في العام 1770، فقد عيّن استاذًا بعد صدور اطروحته الثالثة. وفي هذه الفترة بدأ بكتابة احد اهم اعماله: نقد العقل المحض

تم نشر هذا الكتاب بعد 11 سنة، وقد أحدث ثورة في نظرية المعرفة واضعًا نهاية لسيادة الميتافيزيقيا، وكون الاصدار الاول لم يلقى رواجًا كبيرًا، فقد قام كاانط بسحبه وباصدار طبعة ثانية في العام 1787.
 في هذه الفترة، تأثرت حياته كثيرًا، على الصعيد المهني، تم تعيينه عضوا في الأكاديمية الملكية للعلوم الآداب في برلين. كما أصبح رئيسا لجامعة كونيغسبرغ.
على المستوى الفلسفي، كان قد بدأ كتابة "نقد العقل العملي"، ثم "نقد ملكة الحكم". وقدظهرت هذه الأعمال تباعًا في 1788وفي 1790.

تميزت هذه الفترة بغزارة انتاج كانط، ، إذ كتب أيضا أعمالا رئيسية أخرى مثل مشروع السلام الدائم (1795)، أو أسس الميتافيزيقا للأخلاق (1797). إلا أنه اضطر للتقليص من مهامه التدريسية بسبب ضغط الحكومة البروسية عليه، وبعدها للتوقف عن التدريس بشكل كامل لأسباب صحية

كان كانط مهووسًا بصحته، لدرجة انه اخترع نظام اصلاح لجوارب الحرير حتى لا تزعج الدورة الدموية في رجليه.
واحتفظ بسجل فيه أسماء الناس الذين ماتوا قبله من معارفه. 
كان يعتقد أن إيقاعه المنظم جيدا للحياة هو سر طول عمره. في الواقع، من النادر أن يعيش المرء في عصره حتى عمر الثمانين  
أما في ما يتعلق بالاكل، فقد كان ذواقًا نهمًا، لا يتبع نظامًا غذائيًا ثابتًا (باستثناء رفضه الدائم لشرب البيرة، ويقال أنه فكر بكتابة نقد فن الطبخ، قبل أن يتخلى عن المشروع

توفي فيعام  1804 في كونيغسبرغ ودفن في كاتدرائية المدينة. كلماته الأخيرة كانت:
es ist gut 
هذا جيد.

Comments