أحد أهم شخصيات الأدب الألماني في القرن الثامن عشر، كاتب وشاعر وعالم ورجل دولة
حياته
والده يوهان كاسبار جوته (1710-82)، وهوحارس وابن خياط ثري، رجل عاش على ثروته الموروثة وكرس نفسه، بعد دراسة القانون في لايبزيغ وستراسبورغ وبعد قيامه بجولة في إيطاليا وفرنسا وهولندا، لجمع الكتب واللوحات وتعليم أطفاله.
أما والدته، كاثارينا اليزابيث تيكستور (1731-1808)، فكانت واحدة من بنات أكبر مسؤول في فرانكفورت وكانت أقرب إليه من أبيه.
كان جوته الأكبر من بين سبعة أطفال، لم يعش منهم غير غوته حتى مرحلة البلوغ إلا واحدة، شقيقته كورنيليا (1750-777)، وكان يشعر تجاهها بعاطفة غريبة. و
هناك عامل عاطفي آخر في طفولة الشاعر ربما أثر على تطوره في وقت لاحق، وهو علاقة تجمع الحب بالكراهية مع شقيق أصغر، توفي في 1759 في سن السادسة: أما علاقاته مع أدباء عصره كانت غريبة جدًا، فبالرغم من أنه وصفها بالأخوة، إلّا أنه بات مرفوضًا في الأواسط الأدبية والفنية فترة وجيزة بعد موته
تلقى تعليمه مع شقيقته في المنزل من قبل المعلمين حتى عمر 16. كانت لدى والده أفكار محددة جدا عن تعليمه، كان ينوي أن يجعله يتبع النمط الذي كان قد اتبعه كشاب: دراسة القانون، واكتساب الخبرة في رايشكامرجريشت ( المحكمة العليا للإمبراطورية الرومانية المقدسة) في ويثسلار، وفي نهاية المطاف جولة كبيرة في إيطاليا لاكتساب المعرفة، وبعد ذلك يمكن أن يتزوج ويستقر، وربما يترفع إلى موقف المسؤولية في إدارة المدينة (وهذا ما كان والده عاجزًا عنه). إتبع غوته تعليمات والده على مضض، متأخرًا في تنفيذ بعضها لما بعد وفاة هذا الأخير
من أبريل 1770 حتى أغسطس 1771 درس جوته في ستراسبورغ للدكتوراه. وبعكس ما قد يتوقع بعد أن ارتد الى المسيحية، فقد اختار موضوعًا من القانون الكنسي بشأن طبيعة الدين اليهودي القديم والوصايا العشر، موضوع قبوله جامعيا شبه مستحيل
وبدل الدكتوراه فقد خضع لامتحان شفهي في اللغة اللاتينية يخضع له كل من المتخرجين في القانون والطب. وقد ثبت أن تدريبه القانوني كان مفيدا له في مراحل مختلفة من الحياة في وقت لاحق: فعلى عكس العديد من معاصريه الأدبيين، الذين لديهم خلفيات في اللاهوت، والفلسفة، أو الفقه الكلاسيكي، كان من البداية رجل عملي.
نشاطه الأدبي
غادر جوته منزله لدراسة القانون في لايبزيغ عام 1765. وكانت الجامعة هناك مركز إحياء الأدب الألماني على مدى السنوات ال 40 السابقة. في أكاديمية الرسم -التي كان آدم فريدريش أويزر، صديق ومعلم مؤرخ الفن يوهان وينكلمان،والذي كان جوته قد أصبح تلميذه بشكل شبه كامل في روما- قد أحرق مسرحية توراتية وقصة ذات بعد أخلاقي كان قد كتبها، وذلك بعد أن قرأها لزملاءه ، وبدأ في كتابة أحد أعماله الساخرة عام 1767 وانتهى منها عام 1806 بعنوان die Laune des Verliebten.
عانى من تدهور حالته العاطفية والصحية بشكل أدى إلى عودته إلى فرانكفورت عام 1768 دون أن يتخرج
أغرم بفتاة تدعى كاتشن شونكوبف وهي ابنة حارس، لكنها فضلت محامٍ أصبح لاحقا نائب مدير لايبزيغ. انتقم غوته عن طريق بدء أول مسرحية ساخرة له، Mitschuldigen) 1787؛ "شركاء في
الذنب")، وهي كوميديا كنسية تعرض ندم المرأة بعد سنة من الزواج من الرجل الخطأ.
تعرض لنوبة سل ثانية جعلته على ما يبدو يتحول من التيار التفكيري الحر إلى المسيحية الإنجيلية
كما بدأ -وربما من وحي دراسته للخيمياء- يكتب صيغته لقصة فاوست، الذي يبيع روحه إلى الشيطان للمعرفة والقوة، وفاوست هو
بالمناسبة أحد أقوى أعمال غوته
بالمناسبة أحد أقوى أعمال غوته
كانت ستراسبورغ مسرحا للصحوة الفكرية والعاطفية بشكل ساعد غوته على التحول
في شتاء 1770-71، كان يوهان غوتفريد هيردر، وهو بالفعل فنان أدبي شاب مشهور، يقيم في ستراسبورغ من أجل إجراء عملية في عينه. خلال محادثاتهم الطويلة في غرفة مظلمة، تعلمت غوته النظر إلى اللغة والأدب بطريقة جديدة، أنثروبولوجية تقريبا:حيث رأى هيدر في غوته كاتبا وطنيا على غرار شيكسبير، ورد غوته على حماس هيدر للأدب الشفهي من خلال جمعه للقصص الشعبية ومحاولته كتابة بعضها (بشكل يشبه ما فعله الاخوان غريم) في جولاته في ريف الألزاس على ظهر الخيل.
أصبح جوته على بينة بالجذور الشعبية للغته الأم التي كانت في جزء منها تحت تأثير الأدب الإنجليزي المعاصر
فكان عليه تماشيا مع التيار أن يشعر بانجذاب نحو الطبيعة
أدرك أيضا أن كاتدرائية ستراسبورغ تحفة معمارية في وقت لم تكن مقدّرة فيه، وبدأ مقالا بعنوان von deutscher Baukunst (1773؛ "في العمارة الألمانية")، لثناء المهندس المعماري
وقيل أنه وقع في الحب مرة أخرى. في قرية سسنهايم الصغيرة، غير البعيدة عن نهر الراين، وقد وجد جوته فيها جنة ريفية تجسد كل ما كان هاردر قد ألهمه للتفكير في الطريقة الألمانية للحياة. اتصاله مع فريدريكي بريون، واحدة من بنات القس، كان موجزا
ومكثفا، لقد كان مرتعبا بالفعل من الزواج والالتزام
ومكثفا، لقد كان مرتعبا بالفعل من الزواج والالتزام
.jpg)



Comments
Post a Comment